للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في نقصان (١). لأن كل يوم يزول يدني من الموت .. فيجب أن يحرص المسلم على يومه ويسرع الخطى فيما بقي من أجله.

فيا أخي .. فقدنا من هم في أعمارنا منذ أعوام .. أُمهلنا هذه السنوات .. ماذا قدمنا فيها وماذا جمعنا فيها؟ .. إنها أعمار تجري ولحظات تسير .. وسنتوقف لحظة عن الدنيا ونبدأ بمغادرتها والرحيل منها .. يبقى السؤال ماذا قدمنا لدارنا الأخرة؟ وكيف استفدنا من أيامنا؟ وهي أيام ثلاثة كما قال عنها ..

السري بن المفلس .. أمس أجل واليوم عمل وغداً أمل (٢) من كانت أيامه ثلاثة: أمس لا يدري ما رفع من عمله .. ما تقبل منه وما رُّد .. ويومٌ هو سارحٌ فيه لايعلم هل يتمه أم يوسد قبره في آخره .. أما غداً فأمل ربما لا يرى شعاع شمسه ولا ضوء نهاره ..

كان يزيد الرقاشي يقول لنفسه .. ويحك يا يزيد .. من ذا الذى يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يصوم عنك بعدالموت؟ من ذا الذي يُرضي ربك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس , ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟ . ويامن الموت موعده والقبر بيته, والثرى فراشه والدود أنيسه, وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر كيف تكون حاله؟ (٣)


(١) صفة الصفوة ٤/ ٢٣٠.
(٢) صفة الصفوة ٢/ ٣٨٣.
(٣) العاقبة ٤٠.

<<  <   >  >>