للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لنسمع الثوري وهو يحدثنا قال: رأيت شيخاً في مسجد الكوفة يقول: أنا في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة أنتظر الموت أن ينزل بي, ولو أتاني ما أمرته بشيء ولا نهيته عن شيء, ولا لي على أحد شيء ولا لأحدٍ عليَّ شيء ..

إذا كنت أعلم علماً يقينا ... بأن جميع حياتي كساعة

فلم لا أكون ضنيناً بها ... وأجعلها في صلاحٍ وطاعة (١)

قال رجل لحاتم الأصم .. ما تشتهي؟ قال: أشتهي عافية يوم إلى الليل, فقيل له: أليست الأيام كلها عافية؟ قال: إن عافية يومي أن لا أعصي الله فيه (٢)

وهذا من صلاح قلوبهم فإن من عرف الله لقيه سالماً, والويل كل الويل لمن ذهب عمره في الدنيا باطلاً.

أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟

لنتوقف لحظات معدودة ونقلب صفحة يوم أمس .. كيف أمضيناه؟ ماذا عملنا فيه؟

هذه أعمارنا .. وتلك أيامنا ..

إن كانت الأوقات ضائعة والنفوس ضعيفة .. فالعودة من قريب ..

وإن كانت الأيام مرصعة بتاج الطاعة والأعمال الصالحة ..


(١) البداية والنهاية ١١/ ١٣٢.
(٢) صفة الصفوة ٤/ ١٦٢.

<<  <   >  >>