للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

شَكورٌ) [فاطر/٣٤]. وَمَعْنَى الشكْرِ المُضَافِ إلَيْهِ: الرِّضَى بِيَسير الطاعَةِ مِنَ العَبْدِ وَالقَبُوْلُ لَهُ. وَإِعْظَامُ الثوَابِ عَلَيْهِ -وَالله أعْلَمُ- وَقَدْ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُوْن مَعْنَى الثنَاءِ عَلَى اللهِ -جل وعز (١) - بالشكُوْرِ تَرْغِيْبُ الخَلْقِ فِي الطاعَةِ. قَلَّتْ أو كثُرَتْ لِئَلا يَسْتَقِلُّوا القَلِيْلَ مِنَ العَمَلِ فَلَا (٢) يَتْرُكُوا اليَسيرَ مِنْ جُمْلَتِهِ إذَا أعْوَزَهُمْ الكثيرُ مِنْهُ.

٣٧ - العَليُّ: هُوَ العَالي القَاهِرُ. فَعِيْلٌ بِمَعْنَى فَاعلٍ، كالقَدِيْرِ وَالقَادرِ والعَلِيْمِ والعَاِلم، وَقَدْ يكُونُ ذَلِكَ مِنَ العُلُوِّ الذِي هُوَ مَصْدَرُ: عَلَا، يَغلُو، فَهوَ عَالٍ. كَقُوْلهِ: (الرحْمنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى) [طه/٥]. وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ عَلَاءِ المَجْدِ والشرَفِ. يُقَالُ مِنهُ: عَليَ يَعْلَى عَلَاءً. وَيَكُونُ: الذي عَلَا وجل أنْ تَلْحَقَهُ صِفَاتُ الخَلْقِ (٣)، أوْ تُكَيِّفَهُ أوْهَامُهُمْ (٤).

٣٨ - الكبيرُ: هُوَ المَوْصُوفُ بِالجَلَالِ، وَكبَرِ الشأنِ، فَصَغُرَ دون جَلَالِه كلٌّ كبير. وَيُقَالُ: هُوَ الذِي كبُر عَنْ شَبَهِ المَخْلُوقينَ.

وَقَدْ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ قَوْلُ المُصَلي (اللهُ أكْبَرُ) مِنْ هَذَا كَأنه يَقُوْلُ: الله أكْبَرُ مِنْ كُل شَيْء. وَقُدِّمَ هَذَا القَوْلُ أمَامَ أفْعَالِ الصَّلَاةِ تَنْبِيْهَاً


(١) "جل وعز" ليست في (م).
(٢) سقطت من (م).
(٣) في (م): "المخلوقين".
(٤) قال الزجاج في تفسير الأسماء ص ٤٨: "فالله -تعالى- عالٍ على خلقه، وهو عليٌّ عليهم بقدرته، ولا يجب أن يذهب بالعلو ارتفاع مكان. إذ قد بينا أن ذلك لا يجوز في صفاته -تقدست- ولا يجوز أن يكون على أن يتصور بذهن، أو يتجلى لطرف، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً".