القضاء، وأظهر الفرق بين مذهب من يرى أن الدعاء لا ينفع فيما جرى به القضاء، وبين مذهب من يرى أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، مغلباً جانب الداعين على التاركين ... بأسلوب رصين وحجة بالغة، وهذا الجزء، في الواقع، يغني عن تساؤلات كثيرة في أمر الدعاء والقضاء، ويبصر المؤمن أنه أبداً يجب أن يكون معلقاً مع الله تعالى بالرجاء والدعاء ...
ثم يتناول شرح أسماء الله الحسنى الواردة في الحديث:"إن لله تسعة وتسعين اسماً ... " شرحاً فيه، بالإضافة الى المعنى اللغوي والاشتقاقي، المدلول الفقهي لمعاني أسماء الله تعالى وصفاته، ثم يلحقه بفصل يسميه: لواحق الدعاء ... فيستغرق قسماً من نهاية الجزء الأول وبداية القسم الثاني، ثم يتناول بعد أن يستوفي الدعاء ومعناه وشرح الأسماء والصفات، كتاب الأدعية المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، التى جمعها الإمام ابن خزيمة. ثم يلحق به فصلاً يسميه الخطابي -رحمه الله- من لواحق الدعاء -الذي لم يذكره ابن خزيمة في المأثور من الدعوات التي جمعها- فيغني الكتاب بـ (٣٥) حديثاً من رقم (١٠٨ - ١٤٣) إضافةً على ما جمعه ابن خزيمة، مشروحة مفسرة بما يفيد المسلم في حياته وأخراه.
[٣ - سبب إملاء الخطابي للكتاب:]
الكتاب في الأصل شرح لكتاب الدعوات التي جمعها الإمام ابن خزيمة ولقد كان الدافع لإملاء الكتاب سؤال إخوانه عن الدعاء، ومعناه، وطلبهم أن يفسر لهم ما يُشكل من ألفاظ الأدعية المأثورة، كما قال رحمه الله في المقدمة-: فإنكم سألتم -إخواني أكرمكم الله- عن الدعاء وما معناه؟ وفائدته؟ وما محله من الدين؟ وموضعه من العبادة؟ وما حكمه في باب الاعتقاد؟ وما الذى يجب أن ينوي الداعي بدعائه؟ إلى أن قال: وطلبتم الى ذلك أن أفسر لكم ما يشكل من ألفاظ الأدعية المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التي جمعها إمام أهل الحديث، محمد بن إسحق بن خزيمة، إذ أولى ما يدعى به