فهذا التعريف بالكتاب أوهمني -كما أوهم غيري- أن الكتاب لابن خزيمة، وسررت جداً لأنني كنت أبحث عن كتاب الدعوات لابن خزيمة الذي شرحه الخطابي، وقوّى عندي هذا الوهم أن فضيلة الدكتور الأعظمي في مقدمته لصحيح ابن خزيمة، عندما سرد مؤلفات ابن خزيمة ص ١٣، ذكر كتاب الدعاء، وعلّق عليه بالحاشية رقم (٥) قائلًا: "وتوجد في الظاهرية مخطوطة لابن خزيمة باسم شأن الدعاء"، ولما حصلت عليها تبين أنها للخطابي، وهذه النسخة مع أنها لا تحوي إلا ما يعادل ربع الكتاب (من ص ١٥٤ إلى ص ٢٠٩) لكنها رممت النسخ الثلاث من آخرها فكان لها -على سقطها الكبير- فضلٌ على تتميم الكتاب.
ولا بد لي من التنويه هنا قبل أن أختم القول في هذه الفقرة: أنه يوجد للكتاب مخطوطة خامسة هي مخطوطة فيض الله ١٣٠٨/ ١ بعنوان "كتاب الدعاء"(من ورقة ١ - ٣٥، ٧٧٨ هـ) كما ذكره الدكتور فؤاد سزكين، في تاريخ التراث العربي ج ١/ ٥٢٠.
وهي كما ترى أيها القارئ الكريم متأخرة التاريخ، ومن عدد أوراقها تبدو أنها ناقصة بالمقارنة مع النسخ التي اعتمدتها في التحقيق، ومع هذا -كنت جاداً في إحضارها للوقوف عليها، ولكننى مع الأسف لم أستطع الحصول عليها حتى ساعة تقديم الكتاب إلى الطبع.
والذي يعزيني في ذلك أنني جمعت للكتاب أربع مخطوطات منها اثنتان غير معروفتين في فهارس المكتبات وهما: النسخة المغربية، والنسخة الظاهرية الثانية (ظ ٢).
[٧ - دراسة الأسانيد والقراءات والسماعات:]
ذكرت أثناء وصف المخطوطات أن النسخة الظاهرية قد أصاب سندها في الورقة الأولى تلف ذهب ببعض أسماء رجال السند. فسقط اسم الكرابيسي وابن نصر اللبان