البلاد في الشرق والغرب، من غزنويين وبويهيين، وحمدانيين، وإخشيديين، وفاطميين ... ويكفينا أن نضرب مثلاً واحداً على ذلك: الحمدانيين وما حواه بلاطهم من العلماء ومعظمنا يذكر أن سيف الدولة كان يضم في مجلسه جلة من العلماء من أمثال ابن خالويه، وأبي علي الفارسي، وشاعر العصر، المتنبي ...
مولده: ولد الإمام أبو سليمان الخطابي في العقد الثاني من القرن الرابع الهجري سنة (٣١٩ هـ) في مدينة بُست، قال ياقوت في معجم البلدان: بُست -بالضم- مدينة بين سجستان، وغزنين وهراة وأظنها من أعمال كابُل، وهي من البلاد الحارة المزاج، وهي كثيرة الأنهار والبساتين، سئل عنها بعض الفضلاء فقال: هي كتثنيتها، يعني: بستان.
وقد خرج منها جماعة من أعيان الفضلاء، منهم: الخطابي أبو سليمان.
وكان من الأئمة الأعيان.
وقال في معجم الأدباء: أبو سليمان البستي نسبة إلى بُست من بلاد كابُل. وقال ابن خلكان:"وبُست مدينة من بلاد كابل بين هراة وغزنة" وهي اليوم من بلاد أفغانستان وكابل عاصمتها.
رحلته في طلب العلم: كانت الرحلة في طلب العلم ديدن علماء ذلك العصر فهم أبداً يجوبون البلاد شرقاً وغرباً ليسمعوا الحديث من فلان أو يأخذوا الفقه أو اللغة أو التفسير عن فلان ... والخطابي واحد من هؤلاء النفر الكريم من العلماء الذي أدلى دلوه بين الدلاء.
قال عنه ياقوت في معجم الأدباء: ورحل في طلب الحديث وطوَّف، وألّف في فنون من العلم وصنف، وأخذ الفقه عن أبي بكر القفال الشاشي، وأبي علي بن أبي هريرة ونظرائهما من فقهاء الشافعية وروى عنه خلق منهم:
أحمد بن غفير الهروي، وأبو مسعود الحسن بن محمد الكرابيسي البستي