روى عنه ببست، وأبو بكر محمد بن الحسن المقريء، روى عنه بغزنة، وأبو الحسن علي بن الحسن الفقيه السجزي، روى عنه بسجستان، وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الفسوي، روى عنه بفارس، وآخرون.
وقد روى عنه الإمام الفقيه أبو حامد الأسفراييني، فقيه العراق، والحاكم أبو عبد الله محمد بن البيِّع النيسابوري، روى عنه بخراسان، وقد حدث عنه أبو عبيد الهروى في كتاب الغريبين.
هذه الحياة الزاهرة في طلب العلم، وتحصيله، وشدِّ الرحال إليه، ما بين الحجاز وبغداد وخراسان وما وراء النهر ... تلقي ضوءاً على ما كان يتمتع به الخطابي -رضي الله عنه- من همة عالية في الصبر على مشقات السفر، وتذليل صعابه التي لا تلين إلاّ إلى القليل من البشر، ممن وهبهم الله المقدرة على ذلك.
منزلته بين علماء عصره: قال الثعالبي صديق الخطابي في يتيمة الدهر: كان يشبّه في عصرنا بأبي عبيد القاسم بن سلام في عصره علماً وأدباً وزهداً، وورعاً، وتدريساً، وتأليفاً. إلا أنه كان يقول شعراً حسناً، وكان أبو عبيد مفحماً.
وقال عنه الإمام أبو المظفر السمعاني: كان -أي الخطابي- من العلم بمكان عظيم، وهو إمام من أئمة السنة، صالح للاقتداء به، والإصدار عنه.
وقال العمادي في شذرات الذهب: أبو سليمان كان أحد أوعية العلم في زمانه، حافظاً، فقيهاً، مبرزاً على أقرانه.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: الخطابي أحد مشاهير الأعيان والفقهاء المجتهدين المكثرين.
فهذه الأقوال والشهادات كلها مجمعة على منزلة الخطابي الرفيعة بين