للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

اللِّين والسُّهُوْلَةِ. وأما (١) الجُوْدُ فَإنما هُوَ سَعَةُ العَطَاءِ مِنْ قَوْلكَ: جَادَ السحَابُ إذَا أمطَرَ فَأغْزَرَ، وَمَطَرٌ جَوْدٌ، و (٢) فرَسٌ جَوَادٌ؛ إذَا: بَذَلَ مَما فِي وُسْعِهِ مِنَ الجَرْيِ.

وَقَدْ جَاءَ في الأسْمَاءِ: "القَوِيُّ" وَلَا (٣) يُقَاسُ عَلَيْهِ الجلْدُ وإنْ كانَا يَتَقَارَبَانِ في نعُوْتِ الآدميينَ، لأن بَابَ التجلُّدِ يَدْخُلُهُ التْكَلُّفُ والاجْتِهادُ وَلَا يُقَاسُ عَلَى "القَادِرِ" المطُيقُ وَلَا المُسْتَطِيْعُ لأن الطاقَةَ والاسْتِطَاعَةَ إنما تُطلَقَانِ عَلَى مَعْنَى قوةِ البُنيَةِ، وَتَرْكيْبِ الخِلْقَةِ وَلَا يُقَاسُ عَلَى "الرحِيمِ" الرَّقِيقُ، وإنْ كانَتِ الرَّحْمَةُ في نُعُوتِ الآدميينَ نَوْعَاً مِنْ رِقَّةِ القَلْبِ، وَضَعْفِهِ عَنِ احْتِمَالِ القَسْوَةِ.

وَفِي صفَاتِ اللهِ -سبْحَانَهُ (٤) -: "الحَلِيمُ" وَ "الصَّبُوْرُ" فَلَا يَجُوْزُ أنْ يُقَاس عَلَيْهَا الوَقُوْرُ والرَّزِينُ.

وَفِي أسمَائِهِ "العَلِيْمُ" وَمِنْ صِفَتِهِ العِلْم؛ فَلَا يَجُوزُ قياسه (٥) عليه أن يسمى "عارفاً" لما تقتضيه المعرفة من تقديمِ الأسبابِ التي بِهَا يُتَوَصَّلُ (٦) إلَى عِلْمِ الشيْءِ. وَكَذَلِكَ لَا يُوْصَفُ بِالعَاقِلِ. وَهَذَا


(١) في (م): "وإنما " وفي (ظ ٢): "فأما".
(٢) في (م): "فرس" بدون واو العطف.
(٣) في (م) و (ظ ٢): "فلا".
(٤) في (م): "عز وجل".
(٥) في (م) و (ظ ٢): "قياساً".
(٦) في (م): "التي يوصل بها".