للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

أصْحابُ الجَدِّ محبُوسُونَ" يريدُ أن أصحابَ الأموالِ محبوسُوْنَ لِلمُحَاسَبَةِ.

والجدّ (١) أيضاً بمعنى البَخْتِ، يُقالُ: لِفُلانٍ جَدٌّ في هَذا الأمرِ، أيْ: حظٌّ. يَقُولُ: إن المالَ والغِنَى والبَخْتَ لا يَنْفَعُ أحَدَاً إنما النفْعُ والضرُّ من قِبَلِ الله -سبحانَهُ-.

وأما قولُ الله -جل وعز-: (وأنهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) [الجن/٣]، فَمَعْنَاهُ: الجَلالُ والعَظَمَةُ. وقَوْلُهُ: "مِنْكَ الجَدُّ" مِنْ -هَا هُنَا- بمَعْنَى البدلِ، كَقَوْلهِ -عز وجل-: (وَلَو نَشَاءُ لَجَعْلَنَا منكُمْ مَلَائِكَة في الأرضِ يَخلُفُونَ) [الزخرف/ ٦٠] أيْ: بدلَكُمْ.

[٨٦] [و] (٢) قوله: "أعُوذُ بِرِضَاكَ منْ سَخَطِكَ، وأعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ نِقْمَتِكَ (٣)، وأعُوذُ بِكَ مِنْكَ".


= له: "قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها الفقراء ... ".
وانظر غريب الحديث للهروي ١/ ٢٥٨.
[٨٦] أخرجه مسلم برقم ٢٢٢ صلاة، من حديث عائشة، والترمذي برقم ٣٤٩٣، ٣٥٦٦ دعوات، من حديث عائشة وعلي، وأبو داود برقم ٨٧٩، ١٤٢٧ عنهما وعن أبي هريرة رضي الله عنهم، وابن ماجه برقم ١١٧٩، ٣٨٤١، والنسائي ٢/ ٢١٠، ٢٢٢ و٣/ ٢٤٩، والموطأ ١/ ٢١٤، ومصنف ابن أبي شيبة برقم ٩٧٦٠، من حديث علي. وفي ابن خزيمة ١/ ٣٦٧، وكنز العمال ١/ ٦٩٧ من حديث كعب عن صهيب.