للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

لاَ يحشُرَهُ في زُمْرَتِهمْ، وَقَال بَعْضُهُمْ: المَسْكَنَةُ حَرْفٌ مَأخُوْذٌ مِنَ السُّكُوْنِ، يُقَالُ: تَمَسْكَنَ الرَّجُلُ: إذَا لَانَ، وَخَشَع. قَالَ: والميْمُ فِيْهِ زِيَادةٌ (١)، وَهَذَا كَمَا قِيْلَ (٢): تمَدْرَعَ الرجُلُ، وَأصْلُهُ: تَدَرَّعَ من الدُّرَّاعة (٣).

قُلْتُ (٤): وَتَعَوُّذُهُ مِنَ الفَقْرِ فِي سَائِرِ الأخْبَارِ إنمَا هُوَ فَقْرُ النفْسِ، وَقَدْ يَكُوْنُ إنمَا تَعَوَّذَ مِنْ سُوْءِ احْتِمَالِ الفَقْرِ، وَقِلَّةِ الرِّضَا بِهِ.

[١٢٨] [و] (٥) قَوْلُهُ: "اللهم إني أسْألُكَ غِنَايَ، وَغِنَى مَوْلَايَ" المَوْلَى: الوَلي هَا هُنا (٦). وَكُلُّ وَليٍّ لِلإنْسَانِ فَهُوَ مَوْلَاهُ، مِثلُ الأب والأخِ وَابْنِ الأخِ، وَالعَمِّ وَابْنِ العَمِّ وَمَنْ وَرَاءَهُمْ مِنَ العَصَبَةِ


[١٢٨] أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣/ ٤٥٣ من حديث أبي صرمة بسندين الأول عن عمه، والثاني عن لؤلؤة عن صرمة. وابن أبي شيبة في المصنف برقم ٩٢٤٠ والحديث في الفيض القدير، شرح الجامع الصغير ٢/ ١١١ عن الطبراني، قال المناوي: رواه عنه أيضاً -أي عن صرمة- أحمد، قال الهيثمي: أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذا الطبراني، غير لؤلؤة مولاة الأنصاري، وهي ثقة اهـ. فالحديث صحيح.
وانظر غريب الحديث للهروي ٣/ ١٤١، والفائق ٤/ ٧٩.