الشام كما كان يفعل سليمان، وأحي لنا قصيًا نسأله عنك هل أنت رسول أو لا؟ إلى غير ذلك من الآيات المقترحات.
وعلى أن الآية المطلوبة هنا كونية قدرية قال بعض العلماء: معنى {لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا} هلا اقترحتها وتَلَقَّيْتَهَا من تلقاء ربك؛ لأنك تزعم أن كل ما سألت منه يعطيك إياه. يعني فتقلب لنا الصفا ذهبًا، وتحيي لنا قصيًا نسأله عنك، إلى غير ذلك من الآيات المقترحات. وعلى هذا القول فالاجتباء هنا بمعنى تلقيها من الله مقترحة، وإجابة الله إلى ذلك. وهذا معنى قوله:{لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا} قل لهم يا نبي الله: ليس من شأني اختلاق الآيات التي تُقرأ وتتلى، وليس من شأني اقتراح الآيات الكونية القدرية، إنما أنا عبد مأمور أفعل كما أمرني ربي ولا أتجاوزه إلى شيء آخر.
{إِنَّمَا أَتَّبِعُ} ما أتبع إلا {مَا يُوحَى إِلَيَّ} فهذا الذي أتلوه عليكم أوحاه ربي إلي، وهو الذي أقرأه عليكم، أما شيء آخر لم يُوح إليَّ فلا أقوله لكم ولا أقترح على ربي شيئًا. والله (جل وعلا) قد بيّن في سورة بني إسرائيل أنه إنما لم يرسله بخارق مثل خارق الرسل المتقدمة كناقة صالح ونحو ذلك أنه إن فعل ذلك كذبوا فأهلكهم، كما قال:{وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلَاّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا}[الإسراء: آية ٥٩] لأن الله تبارك وتعالى لما اقترحوا هذه الآيات بيّن لهم هنا وفي سورة العنكبوت أنه أنزل لهم آية هي أعظم من جميع الآيات وأكبر، وهي هذا القرآن العظيم، فهذا القرآن العظيم أعظم آية من ناقة صالح، ويد موسى البيضاء، وعصاه التي تكون ثعبانًا.
ومما يدل على أنها أعظم الآيات: أنها تتردد في أسماع الخلائق إلى يوم القيامة، وأنها كلام رب العالمين الذي يعجز