للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت: آية ٤٤] وقوله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلَاّ خَسَارًا (٨٢)} [الإسراء: آية ٨٢] وقوله: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ (١٢٥)} [التوبة: الآيتان ١٢٤، ١٢٥]، وقوله تعالى: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [المائدة: آية ٦٤، ٦٨] في الموضعين في سورة المائدة كما تقدم، وهذا معنى قوله: {هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ} لأن القرآن بصائر، أي: حجج واضحات، وبينات قاطعات، وبراهين ساطعة لا تترك في الحق لبسًا.

{وَهُدًى} أي: إرشادًا ودلالة للمسلمين يبين لهم بيانًا لا خفاء معه {وَرَحْمَةٌ} لمن وفقه الله للعمل به يرحمه الله به {لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أما القوم الذين سبق لهم الشقاء فهو حجة عليهم يدخلون به النار، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} [فصلت: آية ٤٤] لأن الله (تبارك وتعالى) منذ أنزل هذا الكتاب المنزل كان واجبًا شرعًا ألا يدخل أحد الجنة كائنًا من كان إلا عن طريق العمل به، وألا يدخل أحد النار إلا عن طريق الإعراض عنه {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} الآية [هود: آية ١٧]. فالعمل به مفتاح الجنة، والإعراض عنه سبب دخول النار. وهذا معنى قوله: {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

وقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤)} [الأعراف: آية ٢٠٤] قال بعض العلماء: كان كفار مكة لا ينصتون للقرآن ولا يستمعون له، ولا يرضون أحدًا أن يسمعه، بل

<<  <  ج: ص:  >  >>