للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} [الأنفال: الآية ٣] إقامة الصلاة: وهو الإتيان بها على الوجه الأكمل المطلوب، كالمحافظة على شروطها، وأوقاتها، وصلاتها في الجماعات، وإعطائها حقها في السجود والركوع ونحو ذلك من الأركان.

وقوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} قال بعض العلماء: يعني الزكاة؛ لأنها رديفة للصلاة في القرآن، والأظهر أنه أعم من الزكاة، أنهم ينفقون مما رزقهم الله النفقة الواجبة وغيرها من النفقات المستحبات المرغب فيها من مواساة الفقراء، وصِلَات الأرحام، ونحو ذلك (١)، وهذا معنى قوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.

{أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال: الآية ٤] أولئك الذين هذه صفاتهم هم المؤمنون حقًّا، قال بعض العلماء: قوله: {حَقًّا} نعت لمصدر محذوف، أي: المؤمنون إيمانًا حقًّا، والتحقيق المعروف عند علماء العربية: أن (حقًّا) هنا من نوع المصدر المُؤَكِّد لعامله، وهو الجملة قبله؛ لأن قوله: {حَقًّا} مُؤكِّد للإسناد الخبريّ في قوله: {هُمُ الْمُؤْمِنُونَ} أُحِقُّ ذلك حقًّا، وأُؤكِّد ذلك الإيمان توكيدًا (٢).

{لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ} الدرجات: جمع درجة. قال بعض العلماء (٣): هي درجات الجنات يوم القيامة؛ لأن الناس لهم درجات


(١) انظر: ابن جرير (١٣/ ٣٨٨).
(٢) انظر: الدر المصون (٥/ ٥٥٨ - ٥٥٩).
(٣) انظر: ابن جرير (١٣/ ٣٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>