للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«لَسْتُمْ بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَسْتُ بِأَغْنَى عَنِ الأَجْرِ مِنْكُمَا» (١). وما ذكره بعض المؤرخين وأصحاب المغازي من أن اللَّذَين كانا يعتقبان مع النبي صلى الله عليه وسلم هما: علي وأبو لبابة بن عبد المنذر لا ينافي ما عليه الأكثرون من أن الثالث هو مرثد بن أبي مرثد الغنوي؛ لأنّا قدمنا أن أبا لبابة بن عبد المنذر ردّه النبيّ صلى الله عليه وسلم من الروحاء وخلفه على المدينة، ردّه إليها من الروحاء، فلعل مُعاقبة أبي لبابة كانت قبل رجوعه، وبعد أن ردّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة صار مكانه مرثد بن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه (٢).

ثم إنهم ذهبوا في طريقهم ذلك حتى قربوا من بدر، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد يتجسسان أخبار عِير أبي سفيان إلى جهة الشام، وقد انتهت الوقعة قبل رجوعهما، وأرسل أيضًا بسبس بن عمرو الجهني -حليف بني ساعدة- وعدي بن أبي الزغباء (رضي الله عنهما) يتجسسان الخبر، وقد جاءاه ببعض الخبر لأنهم لما جاءا بئر بدر وأناخا بعيريهما سمعا -عدي بن أبي الزغباء هذا، وبسبس بن عمرو (رضي الله عنهما) - سمعا جاريتين تُداين إحداهما الأخرى، والتي تُطالَبُ تقول لها: إن عِير أبي سفيان ستنزل هنا غدًا فأشتغل عندهم وأقضيك من ذلك،


(١) أحمد (١/ ٤١٨، ٤٢٢)، والنسائي (في الكبرى) في السير، باب الاعتقاب في الدابة، حديث رقم: (٨٨٠٧) (٥/ ٢٥٠)، والحاكم (٣/ ٢٠)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ٣٩)، والبزار (كشف الأستار) (٢/ ٣١٠)، وذكره الهيثمي في المجمع (٦/ ٦٩) وعقبه بقوله: «وفيه عاصم بن بهدلة وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح» اهـ.
(٢) انظر: البداية والنهاية (٣/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>