للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى الماء رجل من بني غفار (١)، فقال للجارية الطالبة: صدقت فسترد العير وستقضيك إذا اشتغلت عندها، فأخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك (٢). وقد جاء رسول الله ومعه أبو بكر وسأل الشيخ الغفاري الذي كان على الماء واسمه سفيان (٣) كما ذكرنا. وأخبرهما عن موقع النبي صلى الله عليه وسلم وعن موضع أبي سفيان، وقد قال له النبي: «نحن من ماء» كما ذكرنا.

وذكر الأخباريون (٤) أن أبا سفيان جاء وفَتَّت بعض أبعار النواضح، بعضهم يقول: فتت بعر بعير بسبس وعدي بن أبي الزغباء فوجد في بعر البعير النوى فقال: هذه علائف يثرب. ولم يشك في أنها من النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فرجع مسرعًا وردّ العِير عن بدر أصلاً وسَاحَل بها إلى جهة البحر، وأسرع بها هناك، وآجر ضمضم بن عمرو الغفاري على أن يسير سيرًا مسرعًا إلى قريش ويخبرهم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم تعرض لعِيرِهم فيها أموالهم، والمؤرخون يقولون: إن هذه العير فيها ألف بعير كلها تحمل الأموال، وفيها أربعون أو ثلاثون رجلاً من قريش، وهي تحمل مالاً كثيرًا، فأسرع ضمضم بن عمرو الغفاري إلى قريش بمشي سريع وجاءهم بسرعة، ولما قرُب منهم جدع أُذني البعير الذي هو عليه. وحوَّل الرحل، وشق القميص، وصاح بصوت مزعج: يا معشر قريش اللطيمة


(١) الذي على الماء: مجدي بن عمرو الجهني، كما في ابن هشام ص٦٥٦.
(٢) المصدر السابق.
(٣) اسمه: سفيان الضمري. (ابن هشام ص٦٥٤) والبداية والنهاية (٣/ ٢٦٤). وهو آخر غير الجهني الذي جاءه بسبس وصاحبه.
(٤) ابن هشام ص٦٥٦، والبداية والنهاية (٣/ ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>