للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} الآية [المائدة: الآية ٥٥] إلى غير ذلك من الآيات، فيجب علينا الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فنوالي المؤمنين ونلين لهم، ونرفق بهم، ونعَادي الكفار ونكون أشداء عليهم؛ لأن الشدة في محل اللين خرق وحمق، واللين في محل الشدة خور وضعف، والصحيح أن يكون كل شيء في محله، وهذا في موضعه، وهذا في موضعه، كما لا يخفى، وهذا معنى قوله: {إِلَاّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: الآية ٧٣].

{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤)} [الأنفال: الآية ٧٤] [شرع] (١) الله (جل وعلا) وبيّن للمؤمنين أن يكونوا أولياء للمؤمنين، والكفار بيّن أنهم أولياء الكفار، وأثنى على المهاجرين والأنصار؛ لأن بعضهم أولياء بعض، مدح المهاجرين والأنصار وزكاهم وهو المطلع على ضمائرهم وخبايا ما يضمرون، بيّن أن إيمانهم أنه إيمان حق لا شك فيه لا نفاق ولا ضعف، فأثنى عليهم ومدحهم مدحاً عظيماً من رب العالمين، قال: {والَّذِينَءَامَنُواْ} -بالله ورسوله وكل ما يجب به الإيمان- {وَهَاجَرُوا} -أوطانهم وأموالهم وديارهم- {بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فسرناه.

وهذه الصفات كلها يُقصد بها المهاجرون الذين هاجروا إلى المدينة هذه، وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين هاجروا معه رضي الله عنهم.


(١) في هذا الموضع انقطع التسجيل، وما بين المعقوفين [] زيادة يتم بها الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>