للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فثلاثتها المتتابعة هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وآخَر: رجب الفرد. هذه هي الأشهر الحرم.

وقال بعض العلماء: هذه هي المراد هنا في قوله: {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} وعلى هذا القول فالباقي عن انسلاخ الأشهر الحرم من يوم النداء بهذه الآيات من أول براءة في موسم الحج عام تسع، الباقي منها خمسون يوماً فقط، وهي العشرون الباقية من ذي الحجة [١/ب] وتمام المحرم، فبانقضاء الخمسين تنتهي على هذا القول./ وهذا القول قاله بعض العلماء، وهو مبني على أن تحريم الأشهر الحرم لم ينسخ، ومعلوم أن العلماء مختلفون في تحريم الأشهر الأربعة المذكورة هل هو باق إلى الآن أو نسخ (١)؟ فكانت جماعة كثيرة من العلماء يقولون: إنه منسوخ. واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم حاصر ثقيفاً في غزوة الطائف في ذي القعدة من عام ثمان، وهذا ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الزمن الذي حاصر فيه ثقيفاً في غزوة الطائف كان من ذي القعدة (٢). قالوا: فلو لم ينسخ تحريم الأشهر الحرم لكف وانصرف عنهم بإهلال ذي القعدة. وكنا نرى هذا القول أَصْوَبَ، مكثنا كثيراً من الزمن ونحن ننصر هذا القول ونقرر أنه


(١) انظر الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد ص٢٠٦، الناسخ والمنسوخ للنحاس (١/ ٥٣٥)، ابن جرير (٤/ ٣١٣)، القرطبي (٣/ ٤٣)، (٨/ ١٣٤)، ابن كثير (٢/ ٣٥٥).
(٢) البخاري في المغازي، باب غزوة الطائف في شوال، حديث رقم: (٤٣٢٥) (٨/ ٤٤). ومسلم في الجهاد والسير، باب غزوة الطائف، حديث رقم: (١٧٧٨) (٣/ ١٤٠٢) وليس في رواية الصحيحين ما يدل على أن بعض الحصار وقع في ذي القعدة. ولكن أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح (٨/ ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>