للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعالى: وعزتي لأنصرنّك ولو بعد حين)) (١).

ثانياً: مساكن أهل النار وسلاسلهم وأنكالهم ومقامعهم:

قال الله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا * إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} (٢).

{مُقَرَّنِينَ}: أي مكتفين قد قُرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال (٣).

{دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا}: أي دعوا بالويل، والحسرة، والهلاك، والخيبة، والخسارة، والدمار (٤).

وقال - عز وجل -: {إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} (٥).

{الأَغْلالُ}: جمع غِلٍّ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه، والمعنى أن الأغلال في أعناقهم، والسلاسل متصلة بالأغلال بأيدي الزبانية، يسحبونهم على وجوههم، تارةً إلى الجحيم، وتارةً إلى الحميم (٦).

وقال تبارك وتعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي


(١) أخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة غرف الجنة، برقم ٢٥٢٦، وأحمد،
٢/ ٣٠٥، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٢/ ٣١١.
(٢) سورة الفرقان، الآيات: ١١ - ١٤.
(٣) تفسير ابن كثير، ٣/ ٣١٢، والبغوي، ٣/ ٣٦٢.
(٤) انظر: المرجعين السابقين، ٣/ ٣١٢، ٣/ ٣٦٢.
(٥) سورة غافر، الآيتان: ٧١ - ٧٢.
(٦) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ٣/ ٣٨٠، وتفسير ابن كثير، ٤/ ٨٩.

<<  <   >  >>