للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه صيغة المبالغة، وكل ما في الكون من رزق فهو من الله تعالى. والرزق رزقان:

رزق يستمر نفعه في الدنيا والآخرة، وهو رزق القلوب، الذي هو العلم والإيمان والرزق الحلال.

والرزق الثاني وهو الرزق العام لسائر الخلق برَّهم وفاجرهم والبهائم وغيرها. والله تعالى موصوف بالقوة، والقوي شديد القوة، فَعُلِمَ أن القوي من أسمائه ومعناه الموصوف بالقوة. والمتين البالغ في القوة والقدرة نهايتهما (١).

٩ - صفة السمع، ١٠ - صفة البصر: قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (٢)، من صفات الله الذاتية: السمع والبصر. فله تعالى سمع وبصر يليق بجلاله لا كسمع خلقه ولا بصرهم، بل قد أحاط سمعه بجميع المسموعات، وهو يشاهد، ويرى كل شيء وإن خفي ظاهراً وباطناً (٣) وقد قال الشاعر:

يا من يرى مدَّ البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل

ويرى مناط عروقها في نحرها ... والمخَّ في تلك العظام النحَّل

امننْ عليَّ بتوبةٍ تمحو بها ... ما كان مني في الزمان الأوّل


(١) الروضة الندية، ص٧٤.
(٢) سورة الشورى، الآية: ١١.
(٣) انظر: الروضة الندية، ص٧٤، وص١١٢.

<<  <   >  >>