للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التقدير العمري عند نفخ الروح في الجنين في بطن أمه، والعمري تفصيل من التقدير العمري الأول يوم الميثاق، وهو تفصيل من التقدير الذي خطه القلم في الإمام المبين (١)، وأقلام المقادير التي دلت عليها السنة أربعة أقلام:

١ - القلم الأول العام الشامل لجميع المخلوقات.

٢ - القلم الثاني حين خلق آدم وهو قلم عام أيضاً لكنه لبني آدم.

٣ - القلم الثالث حين يرسل الملك إلى الجنين في بطن أمه ويكتب به الأربع الكلمات.

٤ - القلم الرابع الموضوع على العبد عند بلوغه الذي بأيدي الكرام الكاتبين، وهذا القلم يكتبون به ما يفعله بنو آدم (٢).

وإذا علم العبد أن كلاً من عند الله فالواجب إفراده سبحانه بالعبادة والتَّقوى (٣). فعلى العبد أن يبذل الأسباب، ويسأل الله التوفيق والهداية، ويعلم أنَّه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له ويعلم علماً يقيناً أنّ الله لا يضيع أجر


(١) انظر: معارج القبول، ٢/ ٣٤٧.
(٢) قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله: ((الأقلام لا يحصيها إلا الله جل وعلا فالجزم بالأربعة ليس بجيد، وقد ذكر ابن القيم في بعض كتبه الأقلام الأربعة، ولكن ليس المعنى أنه ليس هناك قلم آخر، وقد قيل: إنّ هناك قلماً خامساً، وهو ما يكتب به ما يحدث في السنة في ليلة القدر .. والحاصل أنّ الأقلام لا يجوز الجزم بأنَّها أربعة فقط، فالأقلام كثيرة، والله الذي يعلمها ويحصيها، ولهذا قال في حديث المعراج: ((يسمع فيه صريف الأقلام ... ))، فقد تكون أربعة، وقد تكون مائة، وقد تكون ألفاً، وقد يكون لكل شيء قلم خاص، فربنا هو العالم بها - سبحانه وتعالى -)). سمعته منه أثناء تقريره على شرح العقيدة الطحاوية وهو مسجل في ٣٢ شريطاً.
(٣) شرح العقيدة الطحاوية بتحقيق الأرنؤوط، ص٢٣٥.

<<  <   >  >>