للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والورع، والاستقامة، وإدراك الداعية لما حوله، والقصد والاعتدال، والشعور بمعية اللَّه، والثقة باللَّه تعالى، والتدرج في الدعوة، والبدء بالأهم فالمهم، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر بذلك معاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن.

كما ينبغي للداعية أن يبتعد عن كل ما يضاد هذه الأخلاق من الأخلاق القبيحة.

ومن الأمور المهمة التي ينبغي للداعية أن يعتني بها، معرفة القواعد، والضوابط التي يجب مراعاتها والسير على ضوئها، حتى يكون الداعية مسدداً في دعوته. ومن ذلك: قول سفيان الثوري (١): <لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث: رفيق فيما يأمر به، رفيق فيما ينهى عنه، عدل فيما يأمر به، عدل فيما ينهى عنه، عالم بما يأمر به، عالم بما ينهى عنه> (٢).

وقال الإمام محمد المقدسي: قال بعض السلف: <لا يأمر بالمعروف إلا رفيق فيما يأمر به، رفيق فيما ينهى عنه، حليم فيما يأمر به، حليم فيما ينهى عنه، فقيه فيما يأمر به، فقيه فيما ينهى عنه> (٣).


(١) هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ المجتهد: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، ولد سنة ٩٧هـ، ومات سنة ١٦١هـ، انظر: سير أعلام النبلاء، ٧/ ٢٢٩ - ٢٧٩.
(٢) انظر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأبي بكر الخلال، ص٥٠.
(٣) مختصر منهاج القاصدين، ص١٢٩، ونسب هذا القول إلى بعض السلف ابن تيمية أيضاً في الحسبة في الإسلام، ص٨٤.

<<  <   >  >>