للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في شأن محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}، وهو الحكمة النظرية، {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} (١)، وهو الحكمة العملية.

وقال في جميع الأنبياء: {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ}، وهو الحكمة النظرية، ثم قال: {فَاتَّقُونِ} (٢)، وهو الحكمة العملية (٣).

[المطلب الثاني: درجات الحكمة العملية]

الحكمة العملية لها ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: ((أن تعطي كل شيء حقه، ولا تعدِّيه حده، ولا تعجله عن وقته، ولا تؤخِّره عنه)).

لما كانت الأشياء لها مراتب وحقوق تقتضيها، ولها حدود ونهايات تصل إليها ولا تتعداها، ولها أوقات لا تتقدم عنها ولا تتأخر، كانت الحكمة مراعاة هذه الجهات الثلاث بأن تعطي كل مرتبة حقها الذي أحقه اللَّه لها بشرعه وقدره، ولا تتعدى بها حدها فتكون متعدياً مخالفاً للحكمة، ولا تطلب تعجيلها عن وقتها فتخالف الحكمة، ولا تؤخرها عنه فتفوتها، وهذا حكم عام لجميع


(١) سورة محمد، الآية: ١٩.
(٢) سورة النحل، الآية: ٢.
(٣) انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي، ٧/ ٦٨.

<<  <   >  >>