للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صنعت ما أقول لك كنت كذلك، قال: وما هو؟ قال لقمان: ((غَضِّي بصري، وكفِّي لساني، وعفَّة طعمتي، وحفظي فرجي، وقيامي بعدتي، ووفائي بعهدي، وتكرمتي ضيفي، وحفظي جاري، وتركي ما لا يعنيني، فذاك الذي صيَّرني كما ترى)) (١).

وسأله آخر عن السبب الذي بلغ به الحكمة، فقال: ((قدر اللَّه، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني)) (٢).

وسأله آخر، فقال: ((صدق الحديث، والصمت عما لا يعنيني)) (٣).

وهذه الأخلاق الكريمة، والسلوك الحكيم يزخر بها كتاب اللَّه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وليست من قول لقمان وحده، فاتضح بذلك أن الداعية إلى اللَّه وغيره من المسلمين إذا سلك هذه المسالك اكتسب الحكمة بعون اللَّه تعالى.

[المطلب الثاني: العمل بالعلم المقرون بالصدق والإخلاص]

العمل بالعلم بإخلاص، وصدق، ورغبة في رضى اللَّه - عز وجل - من أعظم المطالب التي تكتسب بها الحكمة بتوفيق اللَّه وتسديده وفضله وإحسانه.

والعلم هو ما قام عليه الدليل، وهو النقل المصدق والبحث


(١) البداية والنهاية لابن كثير، ٢/ ٢٢٤، وعزاه بسنده إلى ابن وهب.
(٢) البداية والنهاية، ٢/ ٢٢٤، وعزاه لابن أبي حاتم بسنده.
(٣) أخرجه ابن جرير بإسناده في تفسيره، ٢١/ ٤٤، وانظر: البداية والنهاية، ٢/ ١٢٤.

<<  <   >  >>