للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بين - صلى الله عليه وسلم - أن ((من سُئِل عن علمٍ يَعْلَمُهُ فَكتَمَهُ أُلْجِمَ يوم القيامة بلجام من نار)) (١).

فتبين بذلك وغيره: أن العلم النافع الذي هو أحد أركان الحكمة لا يكون إلا مع العمل به؛ ولهذا قال سفيان (٢) في العمل بالعلم والحرص عليه: ((أجهل الناس من ترك ما يعلم، وأعلم الناس من عمل بما يعلم، وأفضل الناس أخشعهم للَّه)) (٣).

وقال - رضي الله عنه -: ((يُرادُ للعلم: الحفظ، والعمل، والاستماع، والإنصات، والنشر)) (٤).

وقال الصحابي الجليل عبد اللَّه بن مسعود - رضي الله عنه -: ((تعلموا، تعلموا فإذا علمتم فاعملوا)) (٥).

وقال - رضي الله عنه -: ((إن الناس أحسنوا القول كلهم، فمن وافق فعله قوله


(١) الترمذي، في العلم، باب ما جاء في كتمان العلم، ٥/ ٢٩، (رقم ٢٦٥١)، وأبو داود في العلم، باب كراهية منع العلم، ٣/ ٣٢١، (رقم ٣٦٥٨)، وابن ماجه في المقدمة، باب من سئل عن علم فكتمه، ١/ ٩٨، (رقم ٢٦١)، وأحمد، ٢/ ٢٦٣، ٣٠٥، وانظر: صحيح ابن ماجه، ١/ ٤٩، وصحيح الترمذي، ٢/ ٣٣٦.
(٢) سفيان بن عيينة بن أبي عمران، الإمام الكبير شيخ الإسلام، ولد سنة ١٠٧هـ، في النصف من شعبان، وعاش (٩١) سنة. انظر: سير أعلام النبلاء، ٨/ ٤٥٤ - ٤٧٤.
(٣) أخرجه الدارمي في سننه، في المقدمة، باب في فضل العلم والعالم، ١/ ٨١، (رقم ٣٣٧).
(٤) المصدر السابق، ١/ ٨١.
(٥) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، ١/ ١٩٥.

<<  <   >  >>