وشدّة الحال عند أهل البادية، فعند ذلك دعا والدها على الحدأة، فقال:((اللهم إن كان أجلها في السماء فأنزله عليها، وإن كان في الأرض فابعثه إليها))، أو كما قال في دعائه رحمه الله، وفوراً وقعت الحدأة قريباً من بيت الشَّعْر الذي كانوا يسكنونه في ذلك الوقت، وإذا هي قد قُتلت، ونظروا فإذا الذي قتلها صقر هجم عليها، وضربها ضربة قضت عليها؛ من أجل قطعة اللحم التي كانت معها، استجابةً لدعوةِ والد الطفلة الصغيرة التي أخذت قطعة اللحم من يدها، وكانت أغلى ما تملك، وأحبَّ إليها من الحلوى للأطفال في عصرنا هذا.
* ثالثاً: زواجها؛ بعد أن أمضت مع والدها خمساً وعشرين سنة في حدود عام ١٣٧٠هـ تقريباً، زوّجها من ابن أخته علي بن وهف بن محمد رحمه الله، وكانت أمُّه مهرة بنت محمد بن جازعة عمة الوالدة، رحم الله الجميع رحمةً واسعة، وكانت الوالدة هي الزوجة الثانية للوالد رحمه الله، حيث كان قد تزوج قبلها بنت عمه صالحة بنت دغش بن محمد رحمة الله على الجميع، وختم لزوجة أبي صالحة بخير.
وبقيت الوالدة لم تحمل عند الوالد علي بن وهف لمدة سنتين تقريباً، وكانت ترعى الأغنام عند زوجها: الوالد علي، كما كانت ترعاها عند والدها، فيسرحون بالأغنام من بيوت الشعر إلى الجبال والأودية بعد ارتفاع الشمس، وبعد ما يحلبون الأغنام، ويُرضعون البهم ((صغار الأغنام))، ثم يعودون قبل غروب الشمس، ويسمّونه الرّواح، فيقولون: راحت الأغنام إذا وصلت البيوت بعد الرعي مساءً، ويقولون: سرحت