وَفِي حَدِيثٍ: كَانَ بَصَرُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِالْعِلْمِ، كَالتَّاجِرِ الْأَرِيبِ فِي تِجَارَتِهِ، وَمِنْهُ الْمُؤْارَبَةُ وَهِيَ: الْمُدَاهَاةُ وَالْمُخَاتَلَةُ، قَالَ:
كَأَنَّ أَبَا مُوسَى غَدَاةَ لِقَائِنَا ... يُطِيفُ بِلُقْمَانَ الْحَكِيمِ يُؤَارِبُهْ
وَلَمَّا تَدَارَوْا فِي تُرَاثِ مُحَمَّدٍ ... نَمَتْ بِابْنِ هِنْدٍ فِي قُرَيْشٍ مَضَارِبُهْ
وَيُقَالُ فِي مِثْلِ: الْأَرِيبُ عَنَاءٌ، لِأَنَّ الْأَرِيبَ لَا يُخْدَعُ عَنْ عَقْلِهِ.
قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: رَجُلٌ أَرِيبٌ مِنْ قَوْمٍ أُرَبَاءَ، وَقَدْ أَرِبَ يَأْرَبُ أَرَبًا، وَالِاسْمُ: الْإِرْبَةُ فِي الْحَاجَةِ.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ فِي قَوْلِهِ: أَرِبْتُ بِدَفْعِ الْحَرْبِ حَتَّى رَأَيْتُهَا ... عَلَى الدَّفْعِ لَا تَزْدَادُ غَيْرَ تَقَارُبِ
قَالَ: الْإِرْبُ وَالْإِرْبَةُ وَالْمَأْرُبَةُ، وَالْمَأْرَبَةُ: الْحَاجَةُ، عَلَى الدَّفْعِ: أَيْ إِذَا دَفَعَتْ، «نَاضِحُ رَقُودٍ» : أَيْ لَا يُمْنَعُ خَيْرُهُ وَمَعْرُوفُهُ كَمَا يُقَالُ: نَاقَةٌ رَقُودٌ عِنْدَ الْحَلْبِ، أَيْ: كَأَنَّهَا مِنْ ذُلِّهَا تَرْقُدُ إِذَا حُلِبَتْ لَا تَزْبُنُ وَلَا تَدْفَعُ، وَالنَّاضِحُ: قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ الَّذِي يَسْتَقِي الْمَاءَ، وَالْأُنْثَى: نَاضِحَةٌ.
وَيُقَالُ: حَيَّةُ الْوَادِي: هُوَ الْأَسَدُ، وَالشَّنِفُ: الْمُبْغَضُ، يُقَالُ: شَنِفْتُ لَهُ إِذَا أَبْغَضْتُهُ، وَالشَّنْفُ: الْبُغْضَةُ، والغُمْرُ: الَّذِي لَمْ يُجَرِّبِ الْأُمُورَ مِنْ قَوْمٍ أَغْمَارٍ، وَغَمَرْتُ الرَّجُلَ إِذَا وَجَدْتَهُ غُمْرًا، قَالَ الْأَعْشَى:
وَلَقَدْ شُبَّتِ الْحُرُوبُ فَمَا غُمِّرَتَ ... فِيهَا إِذْ قَلَّصَتْ عَنْ حِيَالِ
أَيْ: لَمْ تُوجَدْ غُمْرًا، وَالْكَهَامُ: الْبَطِيءُ عَنِ النُّصْرَةِ وَالْحَرْبِ، يُقَالُ: كَهُمَ الرَّجُلِ فَهُوَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute