للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالرَّجَزُ الَّذِي تَمَثَّلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُهُ حَكِيمٌ النَّهْشَلِيُّ يَوْمَ الْوَقِيطِ.

وَقَوْلُهُ: يُنْكَبُ مِنَ الْفَرَحِ، أَيْ تَنْكُبُ رِجْلَيْهِ الْحِجَارَةُ مِنَ السُّرْعَةِ وَالْعَجَلَةِ، يُقَالُ: نَكْبٌ، فَهُوَ مَنْكُوبٌ، وَلَا يُقَالُ: نَكِبَ، إِنَّمَا يُقَالُ: نَكَبَ يَنْكُبُ إِذَا قَالَ، وَالِاسْمُ مِنَ الْأَوَّلِ: النَّكْبَةُ.

وَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: يُقَالُ: لَيْسَ دَونَ هَذَا الْأَمْرِ نَكْبَةٌ وَلَا ذُبَّاحٌ، وَالنَّكْبَةُ: أَنْ يَنْكُبَكَ الْحَجَرُ، وَالذُّبَّاحُ: شِقٌّ يَكُونُ فِي بَاطِنِ أَصَابِعِ الرِّجْلِ.

٦١٨ - نَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: نَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: نَا سُفْيَانُ، قَالَ: نَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا الْبَجَلِيَّ، يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، فَنُكِبَتْ إِصْبَعُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ أَنْتَ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ»

وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ: الرَّجَزُ الْمَشْطُورُ وَالْمَنْهُوكُ لَيْسَا مِنَ الشِّعْرِ، فَقِيلَ: فَمَا هُمَا؟ ، قَالَ: أَنْصَافٌ مُسَجَّعَةٌ، قَالَ اللَّيْثُ: وَلَمَّا رَدُّوا عَلَى الْخَلِيلِ قَوْلَهُ: إِنَّ الْمَشْطُورَ لَيْسَ مِنَ الشِّعْرِ، قَالَ الْخَلِيلُ: لَأَحَتَّجَّنَ عَلَيْهِمْ بِحُجَّةٍ إِنْ لَمْ يُقِرُّوا بِهَا كَفَرُوا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ لَا يَجْرِي عَلَى لِسَانِهِ الشِّعْرُ، قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَتُبْدِي لَكَ الْأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلَا.

وَيَأْتِيَكَ مَنْ لَمْ تُزَوَّدْ بِالْأَخْبَارِ، وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ النِّصْفَ الْأَوَّلَ الَّذِي جَرَى عَلَى لِسَانِهِ لَا يُكُونُ إِلَّا بِتَمَامِ النِّصْفِ الثَّانِي عَلَى لَفْظِهِ وَعَرُوضِهِ، فَالرَّجَزُ

<<  <  ج: ص:  >  >>