وَالْبَارِحِ، فَقَالَ: السَّانِحُ مَا وَلَّاكَ مَيَامِنَهُ، وَالْبَارِحُ: مَا وَلَّاكَ مَشَائِمَهُ، وَأَنْشَدَنَا يَعْقُوبُ بَيْتَ زُهَيْرٍ:
جَرَتْ سُنُحًا فَقُلْتُ لَهَا أَجِيزِي ... نَوًى مَشْمُولَةٌ فَمَتَى اللِّقَاءُ
قَالَ: السُّنُحُ: جَمْعُ سَانِحٍ وَسَنِيحٍ، وَهِيَ مِنَ الظِّبَاءِ وَالطَّيْرِ مَا أَتَاكَ عَنْ مَشَائِمِكَ، فَوَلَّاكَ مَيَامِنَهُ، وَأَهْلُ نَجْدٍ يَتَيَمَّنُونَ بِهِ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَتَشَاءَمُونَ بِهِ، وَهُوَ قَوْلُ زُهَيْرٍ فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
زَجَرْتَ لَهَا طَيْرَ السَّنِيحِ فَإِنْ تُصِبْ ... هَوَاكَ الَّذِي تَهْوَى يُصِبْكَ اجْتِنَابُهَا.
وَالْبَوَارِحُ: جَمْعُ بَارِحٍ، وَهُوَ مَا أَتَاكَ عَنْ مَيَامِنِكَ، فَوَلَّاكَ مَشَائِمَهُ.
وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَتَيَمَّنُونَ بِهِ، وَهُوَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ السَّانِحِ عَنْدَ أَهْلِ نَجْدٍ.
وَقَوْلُهُ: مَشْمُولَةٌ: شَبَّهَهَا بِالسَّحَابِ الْمَشْمُولِ الَّذِي هَبَّتْ عَلَيْهِ الشِّمَالُ، فَكَشَطَتْهُ، أَيْ لَا مَطَرَ فِيهِ.
وَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: مَشْمُولَةٌ، أَخَذُوا ذَاتَ الشِّمَالِ، يُقَالُ: شَمَلَ بِهِمْ وَيَمُنَ بِهِمْ، أَخَذَ ذَاتَ الشِّمَالِ، وَقَوْلُهُ: أَجِيزِي، قَالَ الْأَصْمَعِيُّ، يُقَالُ: أَجَزْتُ الْبَوَادِي إِذَا قَطَعْتَهُ وَخَلَّفْتَهُ، وَجُزْتَ إِذَا سِرْتَ فِيهِ، مِثْلُ مَعْنَى جَاوَزْتُ وَتَجَاوَزْتُ، وَقَالَ أَوْسُ بْنُ مَغْرَاءَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute