الْحُفَرَةُ: وَهْدَةٌ مِنَ الْأَرْضِ، وَجَمْعُهَا حُفَارٌ بِهَا سُمِّيَتِ الْحُفَارُ، قَالَ الشَّاعِرُ:
وَالْخَيْلُ تَقْتَحِمُ الْحُفَارَ عَوَابِسًا ... وَعَلَى سَنَابِكِهَا شَرَائِجُ مِنْ دَمِ.
وَالظَّفَرةُ: جُليْدَةٌ تَغْشَى الْعيْنَ تَنْبُتُ مِنْ تِلْقَاءِ الْمَأْقِي رُبَّمَا قُطِعَتْ، وَإِنْ تُرِكَتْ غَشَّتْ بَصَرَ الْعَيْنِ، يُقَالُ ظُفِرَ فُلَانٌ، فَهُوَ مُظْفَرٌ، وَقَدْ ظَفِرَتْ عَيْنُهُ فَهِيَ ظَفِرَةٌ، إِذَا كَانَتْ بِهَا ظَفَرَةٌ، وَيَقُولُ لَهَا الْعَوَامُ: ظَفْرُ الْعَيْنِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْحٍ:
٧٨ - أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ شُرَيْحًا " وَقَدِ اشْتَرَيْتُ بِرْذَوْنًا بِسِتِّ مِائَةِ دِرْهَمٍ وَعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَبَاتَ عِنْدِي لَيْلَةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَرَأَيْتُ فِي عَيْنِهِ ظَفَرَةً، فَأَتَيْتُ بِهِ طَهْمَانَ الْبَيْطَارَ، فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ مُنْذُ حِينٍ، فَخَاصَمْتُ الَّذِي بَاعَنِيهِ إِلَى شُرَيْحٍ، فَقَعَدْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ مِنْ هَذَا بِرْذَوْنًا، فَنَقَدْتُهُ فَأَحْسَنْتُ نَقْدَهُ، فَقَالَ عَلَى غَيْرِي فَمُنَّ وَجَدْتُ فِي عَيْنِهِ ظَفَرَةً، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا تَقُولُ؟ فَسَكَتَ، فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ: أَمِنَ الْكَلَامِ بُدٌّ؟ فَقَالَ: مَا بِعْتُهُ دَاءً، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، وَقَالَ لِي: أَلَكَ بَيِّنَةٌ أَنَّهُ بَاعَكَ دَاءً، وَإِلَّا فَيَمِينُهُ بِاللَّهِ مَا بَاعَكَ دَاءً، فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَيْتُهُ طَهْمَانَ الْبَيْطَارَ، فَقَالَ: إِنَّهُ بِهِ مُنْذُ حِينٍ، فَقَالَ: إِنَّ دَيْنِي لَيْسَ بِيَدِ طَهْمَانَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute