للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا يُغْلَبُ النَّازِعُ مَا دَامَ الرَّمَلْ ... فَإِنْ أَكَبَّ صَامِتًا فَقَدْ خَمَلْ

وَقَوْلُهُ: «قَدْ آطَى اللَّهُ الْإِسْلَامَ» يَعْنِي أَعْلَاهُ وَأَوْطَأَهُ، وَكَذَلِكَ أَوْطَأْتُ فُلَانًا دَابَّتِي حَتَّى وَطِئَتْهُ، وَمِثْلُ أَوْطَئْتُهُ وَأَطَئْتُهُ، قَوْلُكَ: أَوْصَدْتُ الْبَابَ وَأَصَدْتُهُ، وَأَوْسَدْتُ الْكَلْبَ وَأَسَدْتُهُ، وَمَنْ رَوَاهُ «أَطَّأَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ» فَمَعْنَاهُ مَكَّنَهُ وَبَسَطَهُ، وَيَقُولُ: وَطَّأْتُ لَكَ الْأَمْرَ، وَقَدْ وَطُؤَ يَوْطُؤُ وَطْئًا.

قَالُوا عَنِ الْخَلِيلِ: وَطِئْتُ الشَّيْءَ أَطَؤُهُ وَطْئًا، وَإِنَّمَا ذَهَبَتِ الْوَاوُ مِنْ يَؤْطُؤُ، فَلَمْ تَثْبُتْ كَمَا ثَبَتَتْ فِي وَجِلٍ يَوْجَلُ، لِأَنَّ وَطِئَ يَطَأُ بُنِيَتْ عَلَى تَوَهُّمِ فَعِلَ يَفْعِلُ، مِثْلُ حَسِبَ يَحْسِبُ، وَوَرِمَ يَرِمُ، غَيْرَ أَنَّ الْحَرْفَ الَّذِي يَكُونُ فِي مَوْضِعِ اللَّامِ مِنْ يَفْعِلُ إِذَا كَانَ مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ السِّتَّةِ، فَإِنَّ أَكْثَرَ ذَلِكَ عِنْدَ الْعَرَبِ مَفْتُوحٌ، وَمِنْهُ مَا يَقَرُّ عَلَى أَصْلِ تَأْسِيسِهِ، مِثْلُ وَرِمَ يَرِمُ، وَأَمَّا وَسِعَ يَسَعُ، فَإِنَّ يَسَعُ فُتِحَتْ لِتِلْكَ الْعِلَّةِ.

٢٢٠ - وَقَالَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " إِنَّ أَبَا وَائِلٍ ذَكَرَهُ، فَقَالَ: بَرَّزَ وَاللَّهِ عُمَرُ ".

حَدَّثَنَاهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ يَعْنِي ابْنَ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>