للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَدْ شُكَّ جَنْبُهُ، أَيْ قَدْ أُصِيبَ فِي أَحَدِ جَنْبَيْهِ، فَهُوَ مَائِلٌ، وَقَالَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الرَّاجِزُ: كَأَنَّمَا يَحْمِلُ جَنْبًا أَخْدَعَا.

يَصِفُهُ بِالْإِدْلَالِ.

وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ: يُكَلِّفُنِي زَيدُ بْنُ فَارِسٍ صَادِفٍ ... وَزَيْدٌ كَنَصْلِ السَّيْفِ عَارِي الْأَشَاجِعِ

وَزَيْدٌ إِذَا مَا سِيمَ خَسْفًا رَأيْتَهُ ... كَسِيدِ الْغَضَا أَرْبَى لَكَ الْمُتَظَالِعِ

وَأَيُّ امْرِئٍ فِي النَّاسِ تُطْلَبُ نَفْسُهُ ... إِذَا كَانَ ذَا نَفْسٍ وَلَمَّا يُمَاصِعِ

قَالَ: وَسَيدِ الْغَضَا، أَخْبَثُ الذِّئَابِ، لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي الْغَضَا خَتَلَ وَاسْتَتَرَ بِالْغَضَا، فَذَلِكَ أَخْبَثُ لَهُ وَأَضْرَى.

وَقَوْلُهُ: أَرْبَى لَكَ، أَيْ أَشْرَفُ.

وَقَوْلُهُ: الْمُتَظَالِعِ، أَيْ يَظْلَعُ مِنَ الْبَغْيِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: فَأَدَلَّ الْعَيرُ حَتَّى خِلْتُهُ قَفِصَ ... الْإِمْرَارِ يَعْدُو فِي شَكَلْ

قَالَ صَحْبي إِذْ رَأَوْهُ مُقبِلًا ... مَا تَرَاهُ شَأْنَهُ قُلْتُ أَدَلْ

وَالْإِمْرَارُ: عَصَبُ الذِّرَاعَيْنِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْقَفِصُ: الَّذِي لَا يَنْطَلِقُ مِنْ جَرْيِهِ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: جَرَى قَفِصًا وَارْتَدَّ مِنْ أَسْرِ صُلْبِهِ ... إِلَى مَوْضِعٍ مِنْ سَرْجِهِ غَيْرَ أَحْدَبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>