للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذَا اللَّيْلُ أَدْجَى وَاسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ ... وَصَاحَ مِنَ الْأَفْرَاطِ بُومٌ جَوَاثِمُ

وَيُقَالُ: الْأَفْرَاطُ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَفْرَاطُ الصُّبْحِ، أَيْ أَوَائِلُهُ، لِأَنَّ الْهَامَ إِذَا أَحَسَّ بِالصَّبَاحِ صَاحَ.

وَفِي قَوْلِهِ: زَوْرٌ مُفْرِطٌ مَذْهَبٌ آخَرُ، وَهُوَ الْمُسْتَقْدَمُ مِنْ قَوْلِكِ: أَفْرَطْتُ الشَّيْءَ إِذَا قَدَّمْتَهُ، وَمِنْهُ فَارَطُ الْقَوْمِ: الَّذِي يَتَقَدَّمُ.

قَالَ النَّضْرُ بْنُ سَلَمَةَ الْعِجْلِيُّ يَذْكُرُ فَرَسًا: عَارِي الْوُظِيفِ أَحْدَبُ الذِّرَاعَيْنِ ... مُسْتَقْدِمُ الْبِرْكَةِ ضَخْمُ الْعَضْدَيْنِ.

وَلَا يَجُوزُ فِي قَوْلِ أَبِي زُبَيْدٍ: زَوْرٌ مُفْرِطٌ، أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَرْضِ الْمُفْرِطِ، وَلَا الطُّولِ الْمُفْرِطِ، كَقَوْلِ الرَّاجِزِ: مُنْتَفِخُ الْجَوْفِ عَرِيَضٌ كَلْكَلُهُ.

لِأَنَّ عَرْضَ الصَّدْرِ مَحْمُودٌ، وَأَمَّا الْجُؤْجُؤُ وَالزَّوْرُ، فَيُوصَفَانِ بِالضِّيقِ، وَهُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهُ بْنُ سَلِيمَةَ فِي صِفَةِ فَرَسٍ: مُتَقَارِبِ الثَّفِنَاتِ ضَيِّقٌ زَوْرُهُ ... رَحْبُ اللَّبَانِ شَدِيدُ طَيِّ ضَرِيسِ

وَيُقَالُ: إِنَّ الْفَرَسَ إِذَا دَقَّ جُؤْجُؤُهُ، وَتَقَارَبَ مَرْفِقَاهُ كَانَ أَجْوَدَ لِجَرْيِهِ، وَكُلُّ مَا يُسْتَحَبُّ فِي الْفَرَسِ، فَهُوَ نَعْتٌ فِي الْكِلَابِ وَالسِّبَاعِ، إِلَّا الشَّيْءَ الْيَسِيرُ، مِثْلُ الْعَجُزِ، وَدِقَّةِ الْمَذْبَحِ، وَخَطَلِ الْآذَانِ، وَقَوْلُهُ: شَدِيدُ طَيِّ ضَرِيسِ يُرِيدُ شَدِيدُ طَيِّ الْفِقَارِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>