للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضُرِّسَتْ ضَرْسًا، وَأَصْلُ ذَلِكَ أَنَّ الْبِئَرَ إِذَا طُوِيَتْ بِالْحِجَارَةِ، قِيلَ: ضُرِّسَتْ.

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْبَرَاثِنُ بِمَنْزِلَةِ الْأَصَابِعِ مِنْ يَدَيِ الْإِنْسَانِ وَرِجْلَيْهِ، وَاحِدُهُمَا بُرْثُنٌ، فَالْبُرْثُنُ بِكَمَالِهِ بِمَنْزِلَةِ الْإِصْبَعِ بِكَمَالِهَا، فَإِذَا سَقَطَ مِخْلَبُ الْبُرْثُنِ، وَهُوَ الظُّفْرُ، فَهُوَ بُرْثُنٌ، وَلَا ظُفْرَ لَهُ كَمَا الْإِصْبَعِ الَّتِي لَا ظُفْرَ لَهَا، وَالبُرْثُنُ فِي الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،، أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ مَنْ سَمِعَ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ: فُلَانٌ أَجْرَأُ مِنْ خَاصِي الْأَسَدِ.

قَالَ: خَاصِي الْأَسَدِ، وَسَطُ بَرَاثِينِهِ، وَقُلْ مَا يَفْرُسُ إِلَّا بِالْخَاصِي.

وَأَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: أَنْشَدَنِي الْحِرْمَازِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي خَلَفُ الْأَحْمَرُ: سَاوَرَنِي الدَّهْرُ بِكُلِّ مُعْضِلَهْ

وَنَالَ مِنِّي صَرْفُهُ مَا أَمَّلَهْ

مَا هَكَذَا كُنْتُ عَهِدْتُ أَوَّلَهْ

وَكَانَ لِي هِرٌّ يُسَمَّى حَلْحَلَهْ

حَسَّنَهُ خَالِقُهُ وَأَكْمَلَهْ

أَسْوَدُ ذُو بَرَاثِنَ مُؤَلَّلَهْ

كَأَنَّمَا الْوَاحِدُ مِنْهَا مِعْبِلَهُ

مَا حَازَهُ بِطَرِفِهِ فَذَاكَ لَهْ

وَقَوْلُهُ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ فَأَرْهَجَ، مِنَ الْإِرْهَاجِ، وَهُوَ الْغُبَارِ السَّاطِعُ، يُقَالُ: وَادٍ مُرْهَجٌ.

قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا أَرْهَجَ الْوَادِي لِوَقْعِ الْحَوَابِرِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>