للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْجُزَارَةُ: الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْعُنُقُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لِأَنَّهُ كَانَ لَا تُقْسمَ فِي سِهَامِ الْجَزُورِ، وَيُقَالُ: سُمِّيَ بِهَا، لِأَنَّ الْجَزَّارَ، كَانَ إِذَا نَحَرَ جَزُورًا أَخَذَهَا فِي أَجْرِهِ.

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْبُدُنِ، " وَلَا تُعْطِ الْجَازِرَ مِنْ جُزَارَاتِهَا شَيْئًا، وَيُرْوَى عَلَى وَجْهٍ آخَرَ، وَلَا تُعْطِ الْجَازِرَ مِنْهَا فِي جِزَارَتِهَا شَيْئًا.

فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَهِيَ جِزَارَةٍ بِالْكَسْرِ مَصْدَرُ جَزَرْتُ، وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَلَمْ أَشْهِدِ الْخَيْلَ الْمُغِيرَةَ بِالضُّحَا عَلَى هَيْكَلٍ نَهدِ الْجُزَارَةِ جَوَّالِ.

وَالْوَقْصُ: دَقُّ الْعُنُقِ، وَالزَّبْرَةُ مِنَ الْكَاهِلِ الشَّعْرَةُ الْمُجْتَمِعَةُ، وَكُلُّ شَعْرٍ يَكُونُ كَذَلِكَ مُجْتَمِعًا مِنَ الْوَبَرِ، فَهُوَ زُبْرَةٌ، وَالْأَزْبَرُ: الضَّخْمُ زُبْرَةِ الْكَاهِلِ، وَالْأُنْثَى زَبْرَاءُ، وَيُقَالُ لِلْإِنْسَانِ إِذَا هَاجَ غَضَبُهُ: قَدْ هَاجَتْ زَبْرَاؤُهُ، يُقَالُ: أَصْلُهُ أَنَّ جَارِيَةً لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، كَانَتْ سَيِّئَةَ الْخُلُقِ، تُسَمَّى زَبْرَاءُ، فَكَانَ الْأَحْنَفُ إِذَا هَاجَتْ، قَالَ: قَدْ هَاجَتْ زَبْرَاءُ، فَذَهَبَ مَثَلًا.

وَقَوْلُهُ: اخْتُلِجَ، فَإِنَّ الْخَلْجَ الْجَذْبُ، يُقَالُ خَلَجَهُ يَخْلُجُهُ، قَالَ الْعَجَّاجُ: فَإِنْ يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلَجَا

حَالًا لِحَالٍ تَصْرِفُ الْمُوَشَّجَا.

فَقَدْ لَجِجْنَا هَوَاكِ لَجَجَا.

وَمِنْهُ سُمِّيَ الْخَلِيجُ خَلِيجًا، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَبْلِ خَلِيجٌ، لِأَنَّهُ يُجْذَبُ مَا شُدَّ بِهِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>