للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَأَنَّ لَبَّاتِهَا تَبَدَّدَهَا ... هَزْلَى جَرَادٍ أَجْوَازُهُ جُلُفُ

تَبَدَّدَهَا: أَيْ: كَانَ عَنْ نَاحِيَتِهَا، يُقَالُ: ابْتَدَّهُ رَجُلَانِ، إِذَا أَخَذَا مِنْ نَاحِيَتَيْهِ، وَقَوْلُهُ: أَجْوَازُهُ جُلُفُ أَيْ: بِلَا رُءُوسٍ، وَلَا قَوَائِمَ فَشُبِّهَ مَا عَلَيْهَا مِنْ صِيغَةِ الذَّهَبِ بِالْجَرَادِ.

وَقَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: أَنَاةٌ عَلَيْهَا لُؤْلُؤٌ وَزَبَرْجَدٌ ... وَنَظْمٌ كَأَجْوَازِ الْجَرَادِ مُفَصَّلُ

وَكَذَلِكَ الْجِلْفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَا كَانَ غَيْرَ نَظِيفٍ وَلَا مُحْكَمٍ.

وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو صَالِحٍ الْفَزَارِيُّ: ألْوَحْشُ خَيْرٌ مِنْ مَبِيتٍ بِتُّهُ ... بِجُنُوبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ

جَاءُوا بِجِلْفٍ مِنْ شَعِيرٍ يَابِسٍ ... بَيْنِي وَبَيْنَ غُلَامِهِمْ ذِي الْحَارِكِ

بَرْكٍ عَلَى جَنْبِ الْخِوَانِ مُعَاوِدٍ ... أَكْلَ الْبِدَادِ بِلَقْمِهِ الْمُتَدَارِكِ

وَالْوَحْشُ: أَنْ يَبِيتَ طَاوِيًا، قَالَ حُمَيْدٌ يَصِفُ الذَّئْبَ.

وَإِنْ بَاتَ وَحْشًا لَيْلَةً لَمْ يَضِقْ بِهَا ... ذرَاعًا وَلَمْ يُصْبِحْ لَهَا وَهُوَ خَاشِعُ

وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: تَوَحَّشَ لِلدَّوَاءِ، أَيْ: أَخْلِ جَوْفَكَ مِنَ الطَعَّامِ، وَيُقَالُ: بَاتَ الْقَوْمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>