للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَفِي كَبَدٍ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَبَعْضُهُمْ يُكَابِدُ بَعْضًا، وَالرَّجُلُ يُكَابِدُ اللَّيْلَ، إِذَا رَكِبَ هَوْلَهُ وَصُعُوبَتَهُ، تَقُولُ: كَابَدْتُ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ بِكَابِدٍ شَدِيدٍ، أَيْ بِمُكَابَدَةٍ شَدِيدَةٍ، وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وَلَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي مَرَّتِ

كَابَدْتُها بِكَبَدٍ وَجَرَتِ.

قَالَ لَبِيدٌ: عَيْنِي هَلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذْ ... قُمْنَا وَقَامَ النِّسَاءُ فِي كَبَدِ

أَيْ فِي حُزْنٍ وَمَشَقَّةٍ.

وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي الْأُسَيْدِيُّ، عَنِ الْقحذمي، لِبَعْضِ الْخَوَارِجِ: أَلَا فِي اللَّهِ لَا فِي النَّاسِ شَالَتْ ... بِدَاوُدٍ وَأُسْرَتِهِ الْجُذُوعُ

إِذَا مَا اللَّيْلُ أَظْلَمَ كَابَدُوهُ ... فَأَسْفَرَّ عَنْهُمُ وَهُمُ رُكُوعُ

أَطَارَ الْخَوْفُ أَمْنَهُمُ فَقَامُوا ... وَأَهْلُ الْأَمْنِ فِي الدُّنْيَا هُجُوعُ

وَقَالَ: وَقَائِلَةٍ عِنْ ذِي الرُّمَيْمَةِ أَقْصِرِي ... لَقَدْ نِمْتِ عَنْ لَيْلٍ طَوِيلٍ أُكَابِدُهُ

وَهَذَا الْبَيْتُ لِمَسْعُودٍ أَخِي ذِي الرُّمَّةِ

٥٠٥ - كَمَا حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ: خَرَجَ ذُو الرُّمَّةِ مِنَ الْجَفْرِ، وَمَعَهُ مُزَاحِمٌ الْعُقَيْلِيُّ، بِرِوَايَا لِأَهْلِهِمَا، وَهُمَا بِالدَّهْنَاءِ، فَبَاتَا قَرِيبًا مِنْهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ، يُقَالُ لَهُ: جَزْءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَخَذَهُ وَجَعٌ فِي بَطْنِهِ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَخَرَجَ جُزْءٌ بِالرَّوايَا مِنَ الْغَدِ، فَطَرَقَهُمْ عِنْدَ الْعَتْمَةِ، فَنَعَاهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>