للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ: «فَأَنَا أَصْعَرُ إِلَيْهَا» ، يُرِيدُ أَمْيَلَ، وَالصَّعْرُ: مَيْلٌ فِي الْعُنُقِ، وَانْقِلَابٌ فِي الْوَجْهِ إِلَى أَحَدِ الشِّقَّيْنِ، يُقَالُ: صَعَرَ رَأْسُهُ إِذَا مَالَ فِي شِقٍّ.

حَدَّثَنَا ابَنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ فِي مَثَلٍ: أَمَّا وَاللَّهِ لَأَقِيمَنَّ صَعَرَكَ، أَيْ مَيْلَكَ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: وَمِنْهُ التَّصْعِيرُ: إِمَالَةُ الْخَدِّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى النَّاسِ تَهَاوُنًا مِنْ كِبْرٍ وَعَظَمَةٍ، كَأَنَّهُ مُعْرِضٌ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وَكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ... ضَرَبْناهُ حَتَّى تَسْتَقيمَ الْأَخَادِعُ

وَيُقَالُ: ضَرِبَتُهُ فَاصْعَنْرَرَ إِذَا اسْتَدَارَ مِنَ الْوَجَعِ وَتَقَبَّضَ، وَيُقَالُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا أَصْعَرُ أَوْ أَبْتَرُ، وَالْأَبْتَرُ: الْقَلِيلُ الْخَيْرِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>