للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَيُّ شَيْءٍ لَا يُحِبُّ وَلَدَهْ ... حَتَّى الْحُبَّارَى وَتَدِفُّ عَنَدَهُ

يُقَالُ: عَانَدَ الطَّيْرُ فَرْخَهُ إِذَا عَلَّمَهُ الطَّيَرَانَ، وَأَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَاءَ الْعَابِدِيُّ، لِكَعْبِ بْنِ أَسَدٍ الْقُرَظِيِّ يَبْكِي فِتْيَةً مِنْ قَوْمِهِ أُصِيبُوا:

مَا رَشَّحْتُ فِيمَا مَضَى شَبَهًا لَهُمْ ... قُرَظِيَّةً وَلَدًا مِنَ الْأَوْلَادِ

كَانُوا جَمَالًا لِلْجَمِيعِ وَمَوْئِلًا ... لِلْخَائِفِينَ وَسَادَةً فِي النَّادِي

وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّ رَجُلًا كَلَّمَهُ بِكَلَامٍ أَغْلَظَ لَهُ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِي " اجْعَلْ هَذِهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي سُوَيْدَاءِ قَلْبِكَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: طَأْهَا بِقَدَمِكَ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ، وَاجْعَلْهَا دَبْرَ أُذُنِكَ ".

حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: فِي الْقَلْبِ سُوَيْدَاؤُهُ، وَهِيَ عَلقَةٌ سَوْدَاءُ إِذَا شُقَّ الْقَلْبُ بَدَتْ، كَأَنَّهَا قِطْعَةُ كَبِدٍ، وَحَبَّةُ الْقَلْبِ: نَكْتَةٌ فِيهِ سَوْدَاءُ، قَالَ الْأَعْشَى:

فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ ... فَأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهَا وَطِحَالِهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>