للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إنه كان يتمني لو أن ابنه وضع الكتب في أمر الإسلام واكتفى بذلك، وقد رد عليه الأستاذ البنا بأنه منشرح الصدر لمعالجة الإسلام عن طريق تآلف الرجال.

ثم يتحدث جاكسون عن نشأة حسن البنا وأفكاره فيقول:

« ... في الأزقة الضيقة في أحشاء القاهرة، في حارة الروم، وسوق السلاح وعطفة نافع، وحارة الشماشرجى .. بدأ الرجل يعمل، وتجمع حوله نفر قليل، وكان حسن البنا الداعية الأول في الشرق الذي قدم للناس برنامجًا مدروسًا كاملاً، لم يفعل ذلك أحد قبله، ولم يفعله جمال الدين ولا محمد عبده، ولم يفعله زعماء الأحزاب والجماعات الذين لمعت أسماؤهم بعد الحرب العالمية الأولى .. ».

.. وأستطيع بناء على دراساتي الواسعة أن أقول: إن حياة الرجل وتصرفاته كانت تطبيقًا صادقًا للمبادئ التي نادى بها. وقد منحه (الإسلام) كما كان يفهمه ويدعو إليه، حلة متألقة، قوية الأثر في النفوس، لم تتح لزعماء السياسة ولا لرجال الدين! لم يكن من الذين يشترون النجاح بثمن بخس، ولم يجعل الواسطة مبررة للغاية، كما يفعل رجال السياسة، ولذلك كان طريقه مليئًا بالأشواك، وكانت

<<  <   >  >>