للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثَقَافَةُ حَسَنِ البَنَّا:

ولم تكن هناك دعوة ولا نزعة ولا رسالة، مما عرف العالم في الشرق أو في الغرب، في القديم أو في الحديث .. لم يبحثها أو يقرأها أو يدرس أبطالها، وحظوظهم من النجاح أو الفشل، أو يحمل منها ما يصلح لتجاريبه وأعماله.

كان يقول كل شيء، ولا تحس أنه جرح أو أساء .. وكان يواجه النقد في ثوب الرواية أو المثل، وكان يضع الخطوط يترك لأتباعه التفاصيل.

كان قديرًا على أن يحدث كُلاًّ بلغته وفي ميدانه وعلى طريقته وفي حدود هواه وعلى الوتر الذي يحس به، وعلى «الجرح» الذي يثيره.

ويعرف لغات الأزهريين والجامعيين والأطباء والمهندسين والصوفية وأهل السنة، ويعرف لهجات الأقاليم في الدلتا وفي الصحراء وفي مصر الوسطى والعليا وتقاليدها، بل إنه يعرف لهجات الجزارين والفتوات، وأهالي بعض أحياء القاهرة الذين تتمثل فيهم صفات معينة بارزة، وكان في أحاديثه إليهم يروي لهم من القصص ما يتفق مع ذوقهم وفنهم.

بل كان يعرف لغة اللصوص وقاطعي الطريق

<<  <   >  >>