وقد حدثت هزات لا بأس بها ولكنها لم تنتج آثارًا إيجابية ثابتة ..
وقد جاء هذا نتيجة لعجز بعض المصلحين عن ضبط أعصابهم عند مواجهة الأحداث واندفاعهم إلى الحد الذي وصل بهم إلى مرتبة الجرح قبل أن يتم البناء، كما جاء أثرًا من آثار عزوفهم عن الاتصال بالشعب وتكوين رأي عام مثقف.
اختفت هذه الدعوات، وبقيت عبارات على الألسن وكلمات في بطون الكتب، حتى قيض لها أن تبعث من جديد وأن تستوفي شرائطها ومعالمها .. وأن تأخذ فترة الحضانة الكافية لنضجها، وأفاد الرجل من تجارب من سبقوه، ومن تاريخ القادة والمفكرين والزعماء .. الذين حملوا لواء دعوة الإسلام، ولم يقنع بأن يكون مثلهم .. ولكنه ذهب إلى آخر الشوط، فأراد أن يستمد من عمر وخالد وأبي بكر .. فأخذ من أبي بكر السماحة، ومن عمر التقشف، ومن خالد عبقرية التنظيم.
نَقْدُ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ:
وقد استطاع الرجل رغم كل ما دبر لوضع حد لدعوته أو حياته، أن يعمل وأن يضع في الأرض البذرة الجديدة، بذرة المصحف، البذرة التي لا تموت بعد