المروعة، التي من أي جانب ذهبت تستعرضها، وجدتها عجيبة مدهشة.
إنه كان يدهش الناس في كل لحظات حياته، فلا بد أن يدهش الأجيال بختام حياته، إن الألوف المؤلفة قد سارت في ركب الذين صنع لهم الشرق بطولات زائفة، أفلا يكون حسن البنا قد رفض هذا التقليد الذي لا يتم على غير النفاق.
إن هناك فارقا أزليًا بين الذين خدعوا التاريخ والذين نصحوا لله ولرسوله، إن هذا الختام العجيب سيظل مدى الأجيال يوقد في نفوس رجال الفكر النور والضياء، ويبعث في قلوب الذين آمنوا معه ما بعثه الحق في نفوس أهله حتى يمكنوا له.
إن مقتله شبيه بمقتل الحسين، إنها العوامل المختلفة التي تجمعت لوضع حد للفكرة الحية التي كانت تندفع إلي الأمام كالإعصار.
وحين عجز (القضاء) أنفذ (القدر) حكمه.
إن الأمر الذي أسأل عنه فلا أجد له جوابًا:
هل هناك علاقة ما بين الإسلام كما كان يفهمه حسن البنا ويدعو إليه وبين نهايته؟ إن كثيرين يدعون إلى الإسلام ويحملون اسمه، فهل هناك خلاف جوهري بين ما كان يدعو إليه حسن البنا وما يدعو إليه هؤلاء؟ لأني لا أعرف الإجابة الصحيحة أدع ذلك للتاريخ.