للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أهداف هذه الدعوة، وأفاضوا في الحديث على صورة لم تقنعني.

وظل الرجل صامتًا. حتى إذا بدت له الحيرة في وجهي قال لهم: قولوا له شيئًا واحدًا .. «هل قرأت عن محمد؟» قلت: نعم. قال: «هل عرفت ما دعا إليه وصنعه؟» قلت: نعم. قال: «هذا هو ما نريده».

وكان في هذه الكلمات القليلة ما أغناني عن الكثير مما حاول البعض من أنصار البنا أن يقولوه لي.

لفت نظري إلى هذا الرجل سمته البسيط، ومظهره العادي، وثقته التي لا حد لها بنفسه، وإيمانه العجيب بفكرته.

كنت أتوقع أن يجيء اليوم الذي يسيطر فيه هذا الرجل علي الزعامة الشعبية. لا في مصر وحدها، بل في الشرق كله.

وسافرت من مصر بعد أن حصلت على تقارير وافية ضافية عن الرجل وتاريخه، وأهدافه وحياته، وقد قرأتها جميعًا وأخذت أقارن بينه وبين جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد أحمد المهدي، والسيد السنوسي، ومحمد بن عبد الوهاب. فوصل

<<  <   >  >>