للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١٨- علم الله

ونعلم أن الله - سبحانه - متصف بصفة العلم، وقد سمى نفسه - سبحانه - بعدة أسماء تفيد هذه الصفة، منها (العليم) (إنَّه هو السَّميع العليم) [الشعراء: ٢٢٠] ، ومنها: (الخبير) ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون. ومنها (الحكيم) ويختص بأن يعلم دقائق الأوصاف. ومنها: (الشهيد) ويختص بأن يعلم الغائب والحاضر. ومعناه أنّه لا يغيب عنه شيء. ومنها (الحافظ) ويختص بأنّه لا ينسى ما علم. ومنها (المحصي) ويختص بأنه لا تشغله الكثرة عن العلم مثل ضوء النور، واشتداد الريح، وتساقط الأوراق، فيعلم عند ذلك عدد أجزاء الحركات في كل ورقة.

علمه تعالى شامل للكليات والجزئيات:

زعم الفلاسفة أنّ الله يعلم الكليات، ولا يعلم الجزئيات، وكذبوا في قولهم، فعلم الله محيط شامل لا تخفى عليه خافية من الأرض، ولا في السماء، يعلم كل حركة في برّ أو بحر، فما من ورقة تسقط من شجرة، أو حبّة تندثر في الرمال، أو نبتة صغيرة تشق الأرض، أو نبتة تيبس أو تموت إلا وعلم الله محيط بها (ويعلم ما في البرّ والبحر وما تسقط من ورقةٍ إلاَّ يعلمها ولا حبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الأرض ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلاَّ في كتاب مُّبينٍ) [الأنعام: ٥٩] .

وهذه الأعداد التي لا حصر لها من الدواب لا يخفى على الله منها شيء (وما من دابَّةٍ في الأرض إلاَّ على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتابٍ مُّبينٍ) [هود: ٦] ، وليس من شيء يصل إلى الأرض، أو يصعد من الأرض إلى السماء إلا وقد أحاط الله به علماً (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السَّماء وما يعرج فيها وهو الرَّحيم الغفور)

<<  <   >  >>