للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذا الوجه هو الذي اختاره البخاري، فقد فسّر الإحصاء بالحفظ، وذلك لورود رواية أخرى فيها " من حفظها ".

ثانيها: المراد بالإحصاء الإطاقة، والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها، وهو أن يعتبر معانيها، فيلزم نفسه بموجبها، فإذا قال: " الرزّاق " وثق بالرزق، وكذا سائر الأسماء.

ثالثهما: المراد بها الإحاطة بجميع معانيها.

وقيل: أحصاها عمل بها، فإذا قال: " الحكيم " سلم لجميع أوامره وأقداره، وأنها جميعها على مقتضى الحكمة.

وقال ابن بطال: طريق العمل بها:

١- ما يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم، فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها، يعني فيما يقوم به.

٢- وما كان يختص به نفسه كالجبار والعظيم، فعلى العبد الإقرار بها، والخضوع لها، وعدم التحلي بصفة منها.

٣- وما كان فيها معنى الوعد يقف فيه عند الطمع والرغبة.

٤- وما كان فيها معنى الوعيد يقف منه عند الخشية والرهبة.

والظاهر أنّ معنى إحصائها حفظها، والقيام بعبوديتها كما أنّ القرآن لا ينفع حفظ ألفاظه من لا يعمل به، بل جاء في صفة المرَّاق من الدّين أنّهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم. (١)

٦- سرد أسماء الله تعالى

ولعلّ ابن حجر العسقلاني قد قارب الصواب عندما عدّ تسعة وتسعين اسماً آخذاً إياها من القرآن الكريم، وبذلك يوافق حديث أبي هريرة في عددها، ونحن نسوقها كما سردها:


(١) يقول أ. د. عمر الأشقر: تبين لنا بعد أن توسعنا في دارسة هذا الموضوع في كتابنا (أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة) أن القول الراجح في معنى (أحصاها) : حفظها.

<<  <   >  >>