للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣، ٤- الوحدانية والغنى بالنفس:

وصف نفسه بأنه واحد، قال: (وإلهكم إلهٌ واحدٌ) [البقرة: ١٦٣] ووصف بعض المخلوقين بذلك، قال: (يُسقى بماءٍ واحدٍ) [الرعد: ٤] .

ووصف نفسه بالغنى (إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإنَّ الله لغني حميد) [إبراهيم: ٨] ، (فكفروا وتولَّوا وَّاستغنى الله والله غنيٌّ حميدٌ) [التغابن: ٦] ووصف بعض المخلوقين بذلك، قال: (ومن كان غنيّاً فليستعفِف) [النساء: ٦] ، (إن يكونوا فقراء يُغنهمُ الله مِن فَضلِهِ) [النور: ٣٢] .

فهذه صفات السلب، جاء في القرآن وصف الخالق ووصف المخلوق بها. ولا شك أن ما وصف به الخالق منها لائق بكماله وجلاله، وما وصف به المخلوق مناسب لحاله وعجزه وفنائه وافتقاره.

تحقيق القول في الصفات المعنوية

ثم تكلم الشيخ على ما أسماه علماء الكلام بالصفات السبع المعنوية التي هي كونه تعالى قادراً ومريداً وعالماً وحياً وسميعاً وبصيراً ومتكلماً، وبين أن حقيقتها هي كيفية الاتصاف بالمعاني السبعة التي ذكرنا.

ومن عدّها من المتكلمين عدها بناء على ثبوت ما يسمونه الحال المعنوية التي يزعمون أنها واسطة ثبوتية، لا معدومة ولا موجودة.

ولم يرتض الشيخ إثبات هذا النوع من الصفات، فقال: " والتحقيق أن هذه خرافة وخيال، وأن العقل الصحيح لا يجعل بين الشيء ونقيضه واسطة ألبتة، فكل ما ليس بموجود فهو معدوم قطعاً، وكل ما ليس بمعدوم فهو موجود قطعاً، ولا واسطة ألبتة، كما هو معروف عند العقلاء ".

<<  <   >  >>