للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صفات الأفعال

ثم تكلم الشيخ على صفات الأفعال، فقال: وهذه صفات الأفعال جاء في القرآن كثيراً وصف الخالق بها ووصف المخلوق بها، ولا شك أن ما وصف به الخالق منها مخالف لما وصف به المخلوق، كالمخالفة التي بين ذات الخالق وذات المخلوق، ومن هذه الصفات:

١- الرزق: وصف الله نفسه - جلّ وعلا - أنه يرزق خلقه فقال: (ما أُريدُ منهم من رزقٍ وما أُريدُ أن يُطعمون - إنَّ الله هو الرَّزَّاق ذو القوَّةِ المتين) [الذاريات: ٥٧-٥٨] ، (وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفُهُ وهو خير الرَّازقين) [سبأ: ٣٩] ، (قل ما عند الله خيرٌ من اللَّهو ومن التجارة والله خير الرَّازقين) [الجمعة: ١١] .

ووصف بعض المخلوقين بصفة الرزق، قال: (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) [النساء: ٨] ، (ولا تؤتوا السُّفهاء أموالكم الَّتي جعل الله لكم قياماً وارزقوهم فيها) [النساء: ٥] ، (وعلى المولود له رِزقُهُنَّ) [البقرة: ٢٣٣] .

ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه المخلوق، كمخالفة ذات الله لذات المخلوق.

٢- العمل: ووصف نفسه - جلّ وعلا - بصفة الفعل وهو العمل، قال (أولم يروا أنّا خلقنا لهم مّمَّا عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون) [يس: ٧١] .

ووصف المخلوقين بصفة الفعل التي هي العمل قال: (إنَّما تجزون ما كنتم تعملون) [الطور: ١٦] ، ولا شك أن ما وصف به المخلوق مخالف له كمخالفة ذات الخالق ذات المخلوق.

<<  <   >  >>