للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ما يضاد التوحيد وينافيه

الذي ينافي التوحيد ويضاده الشرك، يقال: شركته في الأمر إذا صرت له شريكاً، ومنه قوله تعالى: (وأشركه في أمري) [طه: ٣٢] أي اجعله شريكي فيه.

الشرك نوعان: وفي مصطلح الشريعة الإسلامية الشرك نوعان:

الأول: الشرك الأكبر:

والمشرك شركاً أكبر هو الذي يجعل مع الله رباً آخر كشرك النصارى الذي جعلوه ثالث ثلاثة، وشرك المجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور، وحوادث الشر إلى الظلمة، وكشرك الصابئة الذين ينسبون إلى الكواكب العلوية تدبير أمر العالم، ومثل هؤلاء كثير من عُبّاد القبور الذين يزعمون بأن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت، فيقضون الحاجات، ويفرّجون الكربات، وينصرون من دعاهم، ويحفظون من التجأ إليهم، ولاذ بحماهم. ومن الشرك الأكبر أن يجعل مع الله إلهاً آخر: ملكاً، أو رسولاً، أو ولياً، أو شمساً، أو قمراً، أو حجراً، أو بشراً، يُعبد كما يُعبد الله، وذلك بدعائه والاستعانة به، والذبح له والنذر له، وغير ذلك من أنواع العبادة.

لا تشترط مساواة الشريك لله حتى يصبح شركاً:

ولا يشترط أن يساوي المشرك في شركه مع الله غيره من كل وجه، بل يسمى مشركاً في الشرع بإثباته شريكاً لله، ولو جعله دونه في القدرة والعلم مثلاً.

فأما حكايته تعالى عن المشركين قولهم: (تالله إن كُنَّا لفي ضلالٍ مُّبينٍ -

<<  <   >  >>