للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

النوع الثاني: الشرك الأصغر:

والشرك الأصغر كيسير الرياء، والتصنع للمخلوق، وعدم الإخلاص لله تعالى في العبادة، بل يعمل لحظ نفسه تارة، ولطلب الدنيا تارة، ولطلب المنزلة والجاه تارة، فلله من عمله نصيب، ولغيره منه نصيب، ويتبع هذا النوع الشرك بالله في الألفاظ كالحلف بغير الله، وقول: ما شاء الله وشئت، وما لي إلا الله وأنت.

وقد يكون شركاً أكبر بحسب قائله ومقصده.

وهذا النوع من الشرك: (الشرك الأصغر) وإن كان لا يُخْرِجُ من الملة فإن صاحبه على خطر عظيم، ينقص من أجره شيء كثير، وقد يحبط منه العمل، ففي الصحيحين عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) . (١)

وفي صحيح مسلم فيما يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، مَنْ عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) . (٢)

وفي المسند أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: (الرياء) . وزاد البيهقي في شعب الإيمان: (يقول الله لهم يوم يجازي العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً وخيراً) . (٣)

وفي النهي عن هذا الشرك نزل قوله تعالى: (فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) [الكهف: ١١٠] .


(١) رواه البخاري: ٦/٢٨. ورقمه: ٢٨١. ورواه مسلم: ٣/١٥١٢. ورقمه: ١٩٠٤.
(٢) رواه مسلم. انظر جامع الأصول: ٤/٥٤٥. ورقمه: ٢٦٥١.
(٣) مشكاة المصابيح: ٢/٦٨٧، ورقمه: ٥٣٣٤.

<<  <   >  >>