للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رؤية النحل ما لا نراه من الألوان

ويذكر لنا الدكتور يوسف أن من عجائب النحل رؤيته " لوناً لا نراه نحن البشر، ولا يمكن أن نتصوره، وهو اللون فوق البنفسجي الذي نراه نحن أسود، فالنحل يرى الأشعة فوق البنفسجية "، ثم يبين لنا الحكمة من وراء رؤية النحل لذلك اللون فيقول: " والحكمة في ذلك هي أن تلك الأشعة هي الوحيدة القادرة على اختراق السحاب.

والنحل قد يعيش في مناطق يكسوها السحاب معظم شهور السنة، ورؤية الشمس ضرورية لمعرفة مكان الحقول التي بها الغذاء، وهنا تكمن الحكمة في رؤية النحل لذلك اللون فوق البنفسجي، فإنها بذلك يصبح في إمكانها رؤية الشمس من خلال السحب، فلا يموت النحل جوعاً في حالة اختفاء الشمس خلف الغمام، حقيقة مذهلة تدلّ على وجود خالق مدبر ومقدر يعلم ما يصنع، إذ إن القدرة على رؤية ذلك اللون لا يمكن أن تكون قد اكتسبها النحل مع مرور الزمن، بل لا بد أن تكون قد وجدت منذ أول لحظة خلق الله فيها النحل، إذ لو لم توجد من أول الأمر، لانقرض النحل في تلك المناطق منذ أمد بعيد ".

٤- هداية النمل وعجائب صنع الله فيه

ويحدثنا ابن القيم عن نوع آخر من مخلوقات الله، ويبين لنا هداية الله لها في معاشها فيقول:

" وهذا النمل من أهدى الحيوانات، وهدايتها من أعجب شيء، فإن النملة الصغيرة تخرج من بيتها وتطلب قوتها، وإن بعدت عليها الطريق، فإذا ظفرت به حملته وساقته في طرق معوجة بعيدة ذات صعود وهبوط في غاية من التوعر حتى تصل إلى بيوتها، فتخزن فيها أقواتها في وقت الإمكان.

فإذا خزنتها عمدت إلى ما ينبت منها ففلقته فلقتين؛ لئلا ينبت فإن كان ينبت مع فلقه باثنتين فلقته بأربعة، فإذا أصابه بلل وخافت عليه العفن والفساد انتظرت به يوماً ذا شمس فخرجت به، فنشرته على أبواب بيوتها،

<<  <   >  >>